ان دفن الاعداء احد العادات التي لم تتکرر کثيراً بين شعوب منطقة الشرق الادنى القديم وتکاد تقتصر فقط على بلاد النهرين لأسباب عقائدية او سياسية , ويحتوى البحث على معنى مصطلح دفن الاعداء لغة واصطلاحاً کذلک الاسباب التي جعلت العراقي القديم يقوم بدفن اعدائه سواء الاجانب منهم او المتمردين الداخليين او حتى بعض الخارجين عن القانون خلال بعض العصور التاريخية المعينة , کذلک وضع الروح التي لم تتلقى مراسم الدفن المناسبة في العالم الاخر وخطورة الارواح غير المدفونة على المجتمع من الناحية العقائدية في فکر الانسان العراقي.
کما يتضمن البحث المعاقبون بعدم الدفن نتيجة ارتکابهم لبعض الجرائم وقد کثرت هذه العقوبات خلال العصر البابلي القديم , وقد کان خوف العراقي الشديد من خروج روح الشخص غير المدفون ومطاردته للأحياء سبباً رئيسياً لدفن اعدائه خاصة اذا ما کانت المسافة الفاصلة بين موقع المعرکة وبين مدن المنتصر قريبة, وقد ادرک الملوک أهمية الدفن للعدو فجعلوا من عدم الدفن عقاباً اضافياً له , ولکن في حال ما استطاع اهل الميت غير المدفون الحصول على جثته وتمکنوا من دفنها يمکن بذلک ان تهدأ الروح وتستقر في العالم الاخر , وقد اتبع العراقى القديم لاعادة دفن الجسد مرة اخرى بعض الطقوس التي يستعين فيها ببعض الاعمال السحرية حيث تهدف الى دفن الروح الهائمة بشکل رمزى فالروح التى لا تُدفن تنقلب الى جن الاطيمو (eţemmu) الذى يجلب الامراض المتعددة وتحديداً الامراض الجلدية , کذلک يهدد بتفکيک الاسرة.