تضم منطقة أيوب بمدينة اسطنبول عدد کبير من الجبانات الإسلامية التي شيدت بها بعد فتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، حيث حرص السلطان على بناء جامع وضريح للصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري الذي توفي أثناء محاولة فتح القسطنطينية في العصر الأموي. وقد أصبحت هذه المنطقة ذات مکانة دينية عالية لذلک حرص کبار رجال الدولة وغيرهم من الکتَّاب والفنانين والأشخاص العاديين على الدفن بجوار ضريح أبو أيوب الأنصاري.
وتعد جبانة زال محمود باشا والملحقة بمجمَّعه بمنطقة أيوب واحدة من تلک الجبانات التي تحتوي على عدد کبير من شواهد القبور الإسلامية، سجلت نقوشها باللغتين الترکية والعربية. وتکتسب دراستها أهمية کبيرة، حيث تعد جسرًا بين الماضي والمستقبل، کما أنها تفيد في التعرف على الثقافة والفنون السائدة في تلک الفترة، کما تحدد المکانة الاجتماعية لأصحاب هذه الشواهد: هل کانوا أشخاصا مهمين في الدولة العثمانية أم أفرادًا عاديين.
وتهدف هذه الدراسة إلى دراسة ونشر وتوثيق عدد ستة شواهد قبور باللغة الترکية، دراسة أثرية وفنية، للوصول إلى طرزهم الفنية وطريقة تنفيذ الکتابات عليها وکيفية صياغة مضمونها، ودراسة الألقاب الواردة عليها، والتي تمدنا بالمکانة الاجتماعية لأصحابهم.