يعتبر فن التصوير من الفنون التي تحمل في طياتها الکثير من العلوم والمعارف التي يستطيع الباحث ان يستشفها من خلال دراسته لهذه الصور، ولعل التصوير الخاص بالسفارات هو نوع من التصاوير التي تحمل لنا الکثير عن شخصيات السفارات، والمبعوثين الرسميين للدول في العصور الوسطي وخاصة العصر العثماني.
لقد کان الترکيز على المهام التي أوکلت لهؤلاء الرجال في کتب التاريخ دون النظر إلى ملامح فنية تتعلق بالأزياء التي کانوا يرتدونها، أو ألقابهم الشرفية، أو الصفات التي يتمتعون بها، ومن هنا حاول الباحث أن يتطرق إلى هذا الجانب باعتباره نافذة يتم من خلالها دراسة مظاهر الفن المتعلق بالسفارات العثمانية.
لقد کانت الرسالة التي تتضمن صور المبعوثين والسفارات حقلاً خصباً للدراسة؛ حيث انها تحوي صور مجموعه من السفراء والمبعوثين الرسميين، وکذلک بعض أصحاب الوظائف أو المرافقين للبعثة الدبلوماسية، وکذلک تحتوي على صورة للمدينة الموفدة إليها السفارة الخاصة بهؤلاء المبعوثين وهي طهران وبعض المعالم الرئيسية للمدينة متمثلة في بوابة الحکومة والبوابة الناصرية، وتضمنت الدراسة کذلک دراسة للألقاب والوظائف الخاصة بشخصيات البعثة العثمانية إلى طهران.