تُعد اللعنة نوع من أنواع العقوبة أو الحرمان الإلهي، أو الإتيان ببعض الأفعال التي من شأنها إلحاق الأذى بشخص معين إما بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة بحيث ينال المُذنب والمُعتدي عقوبة اللعن على أفعاله.
ولقد عُرفت طقوس اللعنة في مصر القديمة منذ عصر ما قبل الأسرات ووضحت مظاهرها من خلال القيام ببعض الممارسات الشعائرية -لا سيما الجنائزية- کفصل أعضاء جسد المتوفى أو نزع جمجمته بطريقة مقصودة، أو دفنه مُقيداً لتعجيزه عن الحرکة ومنع انبعاث روحه بعد وفاته في العالم الآخر، وبالتالي وقف أذاه عن الأحياء.
ولقد وضحت مظاهر طقوس اللعنة أيضاً من خلال القيام ببعض الممارسات الدنيوية ذات المغزى السحري؛ کأن يُشکل تمثال بهيئة شخص معين سواء من الطين أو الشمع أحياناً، ويُتعمد إحداث تشويه أو تحطيم للتمثال لکي يمرض أو يهلک صاحبه، فيُعاقب باللعنة الرمزية وذلک لإفنائه أو إهلاکه أو النيل منه.
ولا شک أن لهذه الطقوس والممارسات الشعائرية جذور تمتد إلى عصور ما قبل التاريخ، ومن ثم فستلقي الدراسة الضوء على بعض مظاهر تلک الممارسات التي عُرفت في مصر خلال عصور ما قبل التاريخ والعصور المبکرة لتوضيح أسبابها والغرض منها.