يتناول هذا البحث النزاع بين الحيثيين وقبائل الکشکير، وکانت قبائل الکشکير تسکن المناطق الشمالية والشمالية الشرقية إلى الشمال من العاصمة الحيثية خاتوشا وحتى سلاسل جبال البحر الأسود. هذا وقد سببت قبائل الکشکير العديد من الاضطرابات للملوک الحيثيين وذلک بداية من عصر الدولة الحيثية القديمة وحتى نهاية الدولة الحيثية الحديثة. وقد اتخذ الملوک الحيثيون التدابير اللازمة لحماية العاصمة الحيثية خاتوشا أما بتحصين الأجزاء الشمالية منها أو بحملات ضد قبائل الکشکير. وقد وصلت قبائل الکشکير فى الکثير من الأحيان إلى العاصمة خاتوشا مما اضطر معه الملوک الحيثيون لنقل العاصمة الحيثية لموقع مؤقت بعيد عن هجمات قبائل الکشير. هذا وقد جرد العديد من الملوک الحيثيين عددا من الحملات لمحاربة قبائل الکشکير ومنهم الملک توتخاليا الثانى وابنه الملک شوبلليوما وکان أکثر هذه الحملات فى عهد الملک مورشيلى الثانى وکذلک الملک خاتوشيلى الثالث. ولا تشير مصادر الدولة الحيثية القديمة إلى وجود أى نزاع بين الحيثيين وقبائل الکشکير ولکن نعتمد على بعض المصادر المتأخرة التى تنتمى إلى عصر الدولة الحيثية الحديثة فى معرفة تأثير قبائل الکشکير فى تلک الفترة ومن هذه المصادر نعرف أن الملک خانتيلى الأول قد قام بتحصين الأجزاء الشمالية للعاصمة خاتوشا ربما بسبب هجمات قبائل الکشکير.