الهدف من هذه الدراسة هو تسليط الضوء على جانباً من معتقدات الإنسان فى جنوب الجزيرة العربية فى فترة ما قبل الإسلام، وهى مسألة الطهارة التى شغلت حيزاً کبيراً من تفکيره ومعتقداته، وترتکز الدراسة على ابراز ذلک عبر: المفردات والمصطلحات الدالة على الطهارة والنجس، حيث أفردت لغة جنوبي الجزيرة العربية مفردات صريحة للدلاله على الطهارة والنجس فى مجموعه من الأوامر والنواهى عن التماس الطهارة والإبتعاد عن کل ما يخالفها أو ينقضها، والأماکن التى استعملها للتطهر والنظافة، ولإزالة النجس إذا ما أصابه أو وقع فيه، والطقوس الواجب تأديتها لإتمام الطهارة، فقد أشارت النصوص إلى نوعين من الطهارة الأولى: الطهارة الجسدية وکانت المياة الوسيلة لتحقيقها، والثانية الطهارة النفسية وهذه لا تتحقق إلا من خلال إقامة مجموعه من الطقوس الدينية کالإعتراف العلنى ودفع الکفارة، کما تبرز الدراسة الأسباب المنقضة للطهارة کالإتصال بالمرأة إذ عُد الإتصال بها من الأشياء المنقضة للطهارة(CIH523،533CIH)،(MṢM7250) وبالنسبه للنساء فقد کان الحيض والنفاس من الأشياء المنقضة لطهارتهن (Haram36)، کما کانت الدماء (CIH548)، وکذلک الذنوب من الأشياء التى تنقض الطهارة والتى لابد من الاستبراء منها وذلک فى نوع من الطهارة الجسدية والنفسية، کما يعالج البحث الشعائر المتعلقة بالطهارة کالحج وغيرها من طقوس دينية، تلک الطقوس لم تکن قصراً على طبقة معينة دون سواها بل لقد اشارت النصوص إلى تلمس کل الطبقات بما في ذلک طبقة العبيد لممارسة تلک الشعائر والطقوس الدينية، مما يعکس الأهمية البالغة للطهارة فى معتقدات جنوب الجزيرة العربية.