تهتم هذه الدراسة بأدوات وطرق حساب الزمن :, فإذ رجعنا إلى عصور التاريخ الأولى نجد أن الوقت لم يکن له أهمية تذکر عند الإنسان البدائي, ومع تطور الحياة وتغيرات الظواهر الطبيعية والمناخية, ثم بدأ العصر الحجري الحديث وفيه استقر الانسان نسبيا، وبدأت نظرة الإنسان للوقت تختلف، ومع العصر البرونزي بدأت الحضارات القديمة الکبرى في النشوء، وطور الإنسان الکتابة, ثم وضعت الحضارة المصرية تقويما خاصا يناسب احتياجاتها, حيث وضع الانسان أول تقويمٍ مصريٍ, وبدأ المصري القديم يصنع ساعاته الخاصة , ثم طوَّرت الحضارات اليونانية والرومانية مُخْتَلَفَ أنواعِ الساعات, فاخترع أفلاطون في أثينا– ساعةٍ مائيَّةٍ ومُنَّبِهٍ مائيٍّ أيضاً، ونصل للعصر القبطي ونجد أنه لم يکن لهم آلات مختلفة عن تلک التي کانت موجودة عند المصريين القدماء , وعندما جاء الإسلام کان المسلمون بأمس الحاجة إلى تحديد مواقيت الصلاة بصوره دقيقة ومن هنا استطاع العرب تطوير الات الوقت حيث شيد الفلکيون المسلمون مجموعة من الساعات الفلکية عالية الدقة لاستخدامها في المساجد والمراصد الفلکية , حتى ظهرت أبراج الساعات في القرن (9ه/15م), عبارة عن أبراج عالية اتخذت موقعها بجوار المساجد الرئيسية في کل مدينة , وکان تخطيطها عبارة عن برج ضخم ذو قاعدة مربعة , وأسفل البرج فتحة باب تؤدي إلي الداخل الذي يشتمل على سلم خشبي يتم عن طريقه الصعود لأعلى البرج حيث توجد الآلة الخاصة بتشغيل الساعة , وقد بدأ تشييد مباني من هذا النوع في الإمبراطورية العثمانية في منتصف القرن (10ه/16م) , وقد قام العثمانيون ببناء أبراج في مدن عديدة سواء داخل ترکيا أو البلاد الخاضعة لحکمهم , وسأتناولها بالدراسة والبحث .