تأتي هذه الدراسة لتناقش أثر التهويد الاثري والتاريخي على مدينه القدس واستغلال علم الاثار لبناء ورسم المدينة المقدسة وفق ما يشاء المحتل اليهودي للمدينة الساعي ليس فقط الى فرض روايته التاريخية بل والى تحقيقها على ارض الواقع وذلک من خلال السلطة التي فوضها لنفسه بعد سقوط المدينة المقدسة ليصبح هو هو المتحکم بمنافذ المدينة وسبلها وليقوم يوم بعد يوم بفرض روايته المزعومة وطمس عروبة واسلامية المدينة بحسب ما أوتي من قوه.
تأتي هذه الدراسة استکمالا لدراساتي السابقة معتمدة على ما الت اليه من نتاج، والتي ناقشتُ من خلالها التجنيد الاثري الاسرائيلي عامه وما يحدث في القدس ومحيط المسجد الاقصى خاصة مرتکزة على مفردات الدراسات السابقة مثل الموضوعية، التزييف الاثري، تهويد. تجنيد سياسي... لأقوم ومن خلال تفکيک هذه المرکبات تارة بعد دراستها کل على حدى من خلال اصداراتي السابقة ومن ثم تجميع مفرداتها لأستدل من خلالها على حال الناتج الاسرائيلي في المدينة المقدسة.
في البداية سوف استعرض جزء من نماذج تجنيد علم الاثار في المدينة المقدسة والدور التي تلعبه المؤسسة الاسرائيلية من خلال أذرعها المختلفة لفرض الرواية الصهيونية وتحقيقها على ارض الواقع ومن ثم تعرج الدراسة الى خطورة ما يتم من عمليات تهويد في مدينة القدس مستدرکا الاثار المترتبة على عمليات التهويد المستمرة وخطورتها في تشويه الهوية الحضارية للمدينة المقدسة.