تستعرض هذه الورقة البحثية نماذج للجماعات التي عاشت في أمريکا الشمالية خلال عصور ما قبل التاريخ وکانت ذات ترکيب إجتماعي غير معتمد على الزراعة، ومن تلک الجمعات: صائدي ثيران البيسون بمنطقة السهول والذين عرفوا الفخار منذ 500 قبل الميلاد. کما تستعرض هذه الورقة المجتمعات ذات الترکيب الاجتماعي في منطقة الحوض العظيم التي عرفت الترکيب الاجتماعي والاستقرار، إعتماداً على صيد الطيور وجمع الحبوب البرية التي کانت منتشرة حول المستنقعات. أما جنوب شرق الولايات المتحدة، والتي تعتبر من أعلى الدرجات الترکيب الاجتماعي خلال ما قبل التاريخ في أمريکا الشمالية، فقد عرفت الترکيب الاجتماعي القائم على التبادل التجاري کما عرفت الفخار قبل معرفتها للزراعة خلال القرن الأول قبل الميلاد. کل هذا بالإضافة إلى ساحل المحيط الهادي الذي اعتمد على وجود فائض من المنتجات البحرية أدت لظهور الترکيب الاجتماعي دون الفخار. وينتهي عرض المناطق بالدائرة القطبية الشمالية التي اعتمدت في ترکيبها الاجتماعي على وجود فائض نتج عن ما يتم صيده من المحيط بالإضافة لصيد الحيوانات الوعل.
وبهذا يبين هذا البحث أن تأمين مصدر العذاء – وليس الزراعة - يعتبر رکناً أساسياً من أرکان التوصل للاستقرار وظهور الترکيب الاجتماعي بين جماعات عصور ما قبل التاريخ. أما الفخار فلا يقتصر ظهوره على المجتمعات الزراعية أو التي تعرف بالاستقرار، وينطبق هذا على قارتي العالم القديم والجديد أيضاً.