يعتبر التوسل أحد الوسائل المتبعة فى الصلاة، والتقرب من الإله باعتباره المسئول عن الحياة وتقرير المصير، وکان المتوسل يستخدم فى الصلاة والتقرب من الإله العبارات اللفظية، أو الإيماءات الجسدية سواء رفع اليدين والانحناء، أوالرکوع، أوالسجود الکامل وغيرها، وغالبًا ما يستخدم المتوسل الاثنين معًا: العبارات اللفظية و الإيماءات الجسدية، وهذا أيضًا ما يحدث عندما يقع الشخص تحت طائلة سلطة شخص آخر مسئول عن تقرير مصيره سواء کان الملک أو أحد أتباعه من أصحاب السلطة، فيستخدم المتوسل نفس العبارات اللفظية والإيماءات الجسدية المتمثلة في رفع اليدين والانحناء والسجود الکلى والجزئي طالبًا للرحمة والعفو وإظهار الولاء، ويحتل المسئول نفس مکانة الإله بالنسبة للشخص المتوسل، و سيکون هناک ارتباط وثيق بين الطقوس التى تقدم أمام الإله وبين الأوضاع المتبعة للمتوسل أمام صاحب السلطة.
ويتضح من خلال دراسة المناظر: قوة الدولة الآشورية خلال عصر الإمبراطورية مما أدى إلى استقبال الرسل والسفراء ومواکب الجزية؛ لتقديم فروض الطاعة والولاء والتبعية لملوک الدولة الآشورية، وأنهم استخدموا أوضاع التوسل من رفع اليدين والانحناء والسجود أمام الملک طلبًا للرحمة، ولذلک اختلط الأمر فى بعض الأحيان بين أوضاع التوسل للملک وأوضاع تقديم التحية.
ولم تقتصر أوضاع التوسل على الأسرى والرسل ومقدمى الجزية فقط، بل استخدمها أيضًا ملوک الممالک المجاورة وسيلة للتحية، وتقديم فروض الطاعة والولاء للإمبراطور الآشورى. والملاحظ أن وضع الانحناء لايتبعه الملک أو أفراد السلطة الملکية، وإنما يتبعه کل من يريد العفو والرحمة والولاء.