تعد الخانقاة النظامية أحد المنشآت الأثرية، والتي تم استغلالها کتحصين حربي خلال فترة الحملة الفرنسية (1798-1801م) علي مصر، وقد شيد الخانقاة النظامية الأمير نظام الدين أحد أمراء المماليک البحرية سنة 757ه(1356م)، وتقع تلک الخانقاة بحي الحطابة، ويقع ﺫلک الحي تحت قلعة صلاح الدين الأيوبي من الجهة الشمالية، وتقع تلک الخانقاة بالتحديد في المکان المرتفع عن مستوي منطقة باب الوزير حيث بقية النشز الذي أقيمت عليه قلعة صلاح الدين الأيوبي، ويعتبر هذا المکان ذا موقع ممتاز يشرف علي القاهرة لاسيما الجزء الشرقي منها، وکان لقرب منطقة الحطابة التي شيد بها الخانقاة النظامية من قلعة صلاح الدين الأيوبي مقر الحکم أن آثر ذلک تأثيرا کبيراً علي المنطقة للأحداث العسکرية والسياسية التي حدثت بالمنطقة، فقد تعرضت المنطقة للنهب والدمار، وکان معظم هذه الأحداث خلال فترة حکم المماليک والعثمانيين حيث شهدت هذه المنطقة مثلها في ذلک مثل سائر المناطق القريبة والمجاورة لها حول القلعة منازعات الأمراء في العصر المملوکي وخاصة العصر الجر کسي، کما شهدت تلک المنطقة في العصر العثماني المنازعات بين أمراء المماليک علي السلطة في مصر حيث أصبحت مصر ولاية عثمانية، ومن الحوادث التي مرت بالمنطقة أنه في سنة 1215ھ (1800م) حدث من الهدم والخراب وتغيير المعالم وتنويع المظالم من الفرنسيين، وعم الخراب، وسد الفرنسيون باب الفتوح بالبناء، وکذلک باب البرقية وباب المحروق، وأنشآوا عدة قلاع فوق التلال، وذلک من ناحية باب النصر إلي باب الوزير، وناحية الصوه حيث هدموا أبنية رأس الصوة، ومن ضمنها الحطابة وباب الوزير تحت القلعة، وما بها من المدارس القديمة والقباب المرتفعة، وهدموا منارة الخانقاة النظامية وجعلوها قلعة، ويهدف البحث إلي عمل دراسة تحليلية للتغيرات المعمارية التي طرأت علي الخانقاة، وکذلک عمل دراسة تحليلية لفتحات مزاغل البنادق والمدافع الموجودة بأسوار الخانقاة .