تعتبر مدينة القدس بما تمثله من نواح تاريخية وروحيه وانسانية موقعا حضارياً متميزا ذا هوية عمرانية فريدة تم اکتسابها عبر العصور التاريخيه للمدينة . کانت هذه الهوية العمرانية نتاجا لتفاعلات بنية المدينة بکل من النواحى السلوکية وما تشمله من انماط النشاطات الأنسانية التى تولدها المدينة عبر التاريخ, والمعانى الروحية والرمزية التى ترتبط بالمکان, فکانت القدس نموذجا فريدا للمدينة التاريخية و الروحية والانسانية. و تتعرض المدينة الى سلسلة من الأجراءات والممارسات  الهدامة, مما افقد المدينة طابعها التاريخى المتميز, الروحى والأنسانى, وأعطاها صبغة غريبة تعکس مفاهيم القمع والتسلط, افرزت نوعاً من التدهور للتراث العمرانى.
ويبرز البحث أهمية الموروث المعماري کحصن ثقافي دفاعي من جهة، وکوسيلة لترسيخ بنية ذاکرة المکان و تطاير الهوية من جهة ثانية، ويتناول البحث بالدراسة والتحليل عدداً من النماذج المعمارية والعمرانية التي تعبر عن الأجراءات الرامية إلي إعادة صياغة التراث المعمارى العربى وتفريغه من رموزه الحضارية واستبدالها برموز غربية، وينتهي البحث  بمجموعة من التوصيات لصياغة إستراتيجية لمواجهة خطر سياسات تشويه وشطب الذاکرة المعمارية للقدس