اعتبر الجمل سفينة الصحراء لما يتميز به من قدرة عالية في التأقلم على الحياة الصحراوية وقطع المسافات الطويلة، نظراً لما حباه الله من خـصائص فـسيولوجية تساعده على تخزين الطعام والشراب من ناحية، وتحمل ال جوع والعطش لفترة طويلـة من ناحية أخرى. ولذا فقد ضرب الله تعالى به المثل وجعله آية في الخلق فقـال فـي محكم آياته "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت."
وتُعتبر صورة الجمل من الهيئات الحيوانية النادرة في الفن المصري القـديم، والتي ربما تكون قد ظهرت لوجود هذا الحيوان في صحراوات مصر أو في جنوبها، أو نتيجة لاتصال المصريين بجيرانهم الأسيويين ولاسيما في شمال غـرب الجزيـرة العربية. وقد ظهرت تلك الهيئة على فترات متباعدة في الفنون المصرية سـواء فـي النقوش والرسوم الصخرية أو على هيئة دمى وتماثيل صغيرة . ولكن لا زال تـأريخ بعض هذه ا لأعمال الفنية محل خلاف بين الباحثين، ولاسيما ما يتعلق منها بـالفترات التاريخية السابقة على العصر اليوناني الروماني . فأغلب الأعمال الفنية التي تـصور الجمل عبارة عن تماثيل صغيرة الحجم أو رسوم صخرية يصعب تأريخها فـي ظـل غياب صورة الجمل في النقوش المصورة على جدران المقـابر والمعابـد المـصرية القديمة' بالإضافة إلى تأخر ظهور اسم الجمل في النصوص المصرية القديمة