يعتبر الحيز العمراني التراثي من الإشكاليات المطروح ة بشدة على الساحة المعاصرة من حيث إمكانيات التعامل وأهداف التنمية والحفاظ ، وذلك لما يمثله هذا الحيـز مـن تداخل بين القديم والحديث – الغث والثمين – الجيد والرديء – حيث التـداخل بـين المتناقضات والقيم المتغايرة . إن أغلب المناطق التراثية ذات القيمة تقـع فـي محـيط حيوي نابض وعمران قائم، مما يوجد نوع من التفاعل بين تلك النطاقـات والتـأثير المتبادل، حيث تؤثر البيئة العمرانية المحيطة على المناطق التراثية وتتأثر بها، وهو ما يستوجب الوعي بمدخلات البيئة العمرانية المحيطة وعلاقتها بالمنـاطق ذات القيمـة . وتعتبر الحياة النابضة في العمران المحيط بالمناطق الأثرية جـزء مكمـل للتجربـة التراثية للأثر وإن كان لها بعض التأثيرات السلبية إلا أنه لا يمكن الاستغناء عنها، وإلا أصبحت هذه الآثار بلا روح ولا هوية مجتمعية، حيث أن الحياة النابضة فـي قلـب المنطقة التراثية تمثل جانب كبير من هوية المكان. من خلال المحـاولات المـستمرة لعمليات الحفاظ على المناطق الأثرية، ظهرت مجموعة من المداخل والمشروعات ذات التوجهات المختلفة، منها ما هو ناجح ومنها ما يعاني من بعض السلبيات ولا يؤدي إلى النتائج المتوقعة .