انتشرت فـي المغرب القديم مظاهر اجتماعية للتسلية و ممارسة الصيد و الرياضة و مبارزة الحيوانات، و هي مظاهر جسمها المجتمع على شكل صور و رسوم نفّذها بأساليب عديدة على مواد مختلفة في طبيعتها، كالرسوم الصخرية و الفسيفساء و الفخار و الرسوم الجدارية، و كان بطلها الإنسان و الحيوان و مسرحها البراري و الملاعب و المدرجات، و كانت البيئة المغربية تتوفر على أنواع مختلفة من الحيوانات و بأعداد كثيفة استخدمت كمادة تجارية للتبادل بالبيع و الشراء و الإهداء، و قد سعى الرومان قبل احتلالهم لبلاد المغرب و بعده إلى استيراد الحيوانات المتوحشة من شمال إفريقيا بغرض استخدامها في عروض الصيد ( Venatio ،( منذ أن وطأت أقدام جنودهم المنطقة بعد القضاء على احتكار القرطاجيين لتجارة الموارد الطبيعية و الحيوانية في غربي البحر المتوسط. لذا سنجتهد في بحثنا على محاولة التعريف بألعاب الصيد في المغرب القديم إبان الاحتلال الروماني من خلال دراستنا مشاهد نماذج من لوحات الفسيفساء و الفخار و رسومات جدران الحمامات المنتشرة عبر مقاطعات المغرب الروماني، لنخلص في الأخير إلى نتائج أهمها كون الانتشار الواسع لألعاب الصيد في شمال إفريقيا سببه معرفة أهالي المنطقة من قبل لهذا النوع من الترفيه الذي تعودوا عليه منذ العصر الحجري الحديث على أقلّ تقدير