إن هناك أكثر من شهادة ودليل على أن سكان " ليبيا قديما كانوا على اتصال دائم و مستمر بأصحاب أول حضارة في العالم القديم، وقد بدأ ذلك منذ فجر التاريخ أو ما قبله بقليل، وكانت هذه العلاقات الداخلية الأصلية، التي تربط الطرفين تتعدى تلك العلاقات السياسية الظاهرة التي نراها في العهد التاريخي، فالمصري لم يكن يميز الشريط الضيق الذي كان يربط بلاده بجارتها ليبيا قط، وكذلك الحال في أعين الليبيين، غير أن الأمر بدأ في التغير بتوحيد مصر ووضع حدود لها، فأضحت العلاقات الليبية - المصرية بعد ذلك، عبارة عن سلسلة من الحروب يقودها الفرعون، أو أحد قادته لردع محاولات الليبيين للتوغل، والاستقرار في وادي النيل، طيلة ألفي سنة، وطوال هذه المدة، بقيت المصادر المصرية زاخرة بمعلومات عن هذه الحقبة، فتقص بالنص،والصورة ما جرى من حوادث عسكرية، بين الجارين، كما بينت لنا أيضا بأن العلاقات لم تكن دوما عدوانية، فكان حضورهم لأسباب تجارية أو مهنية (انضمام الليبيين إلى صفوف الجيش المصري) أو لتمثيل دبلوماسي، و أحيانا أخرى نتيجة زیجات، ومصاهرات