ان مفهوم الاتزان الانفعـالي جـذب اهتمـام العدیـد مـن العـاملین فـي مجـال علـم الـنفس بکـل فروعه فضلا عما اظهرته العلوم الانسانیة الاخرى کالفلسفة والادب في الاهتمام بهذا الموضوع والمتتبع لنظریات علم النفس یجدها تجعل مـن هـذا المفهـوم هـدفا لهـا ، کمـا وان لهـذا المفهـوم مـن فعالیــة واثــر فــي دیمومــة الحیــاة واســتمرارها بالشــکل الــذي یضــمن تحقیــق تطورهــا نحــو الافضــل، ولایـزال الاهتمـام مسـتمر لمعرفـة ماهیـة مفهـوم الاتـزان الانفعـالي وخصائصـه والعوامـل المـؤثرة فیـه وما ینتج عنها من اثار على شخصیة الفرد.
لوحظ کثيراً من الأفراد رغم تعرضهم لکم کبير من التحديات إلا أنهم محتفظون بصحتهم الجسمية وسلامة أدائهم النفسى وتجدهم أحيانا کالجبال لاتحرکهم العواصف ولا تلعب بهم الرياح وسبب هذا الثبات هو (الصمود النفسيي) ولقد درس هذا العامل على نحو واسع فى أعمال kobassa التى صاغت نظريتها عن الصمود النفسي من خلال اعتمادها على مجموعة من الدراسات التى اجرتها عام(1979) (1985) (1982) والتى هدفت من خلالها الى الکشف عن المتغيرات النفسية والاجتماعية التى من شأنها مساعدة الأفراد على الاحتفاظ بصحتهم النفسية والجسمية رغم تعرضهم للأحداث المثيرة للضغوط، وأثبت دورالصمود النفسي الفعال فى إدراک الأحداث الضاغطة وتفسيرها على نحو إيجابي، وأنها تشارک الى حد کبير فى ارتقاء الفرد ونضجه الانفعالي وزيادة خبراته فى مواجهة المشکلات الضاغطة .
على الرغم من تعدد الدراسات التى تناولت الثبات الانفعالي إلا انها لم تتناول بصورة مباشرة العلاقة الممکنة بين الصمود النفسي والثبات الانفعالي وعلاقتهما باساليب مواجهة التحديات للطلاب المغتربيين, وهذا ما تحاول الدراسة الحالية البحث فيه والکشف عن الثبات الانفعالي والصمود النفسي وعلاقتهما بأساليب المواجهة لدى الطلاب المغتربين.