تُعدُّ برامج الدراسات العليا عامة والتربوية خاصة القاطرة الأساسية لبناء الميزة التنافسية للجامعات، وتحسين سمعتها الأكاديمية، ومواجهة التحديات المعاصرة (العولمة، والانفجار المعرفي)، والمستجدات العلمية والتقنية، والرغبات المتنامية للمستفيدين، وتحقيق جودة الأداء والمخرجات، وعليه صار على الجامعات الراغبة في تحقيق الميزة التنافسية، ضرورة تبنِّي المداخل الداعمة الارتقاء بواقع تلك البرامج والتغلب على ما يشوبها من أوجه قصورٍ، ورفع كفايتها النوعية، وتحقيق تميزها.
ومن ثم هدفت الدراسة الحالية إلى التوصل لمجموعة من الآليات الداعمة تفعيل تسويق برامج الدراسات العليا التربوية بالجامعات المصرية؛ بوصفه - التسويق - من أهم المداخل التي تساعد الجامعات على التحسين والتطوير المستمرين للبرامج؛ للارتقاء بمستوى جودتها، وإرضاء المستفيدين؛ بُغية استمرارية البقاء، والتفوق على المنافسين؛ ومن ثَمَّ تدعيم المركز التنافسي للجامعات.
وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي ودراسة الحالة؛ وذلك من خلال إلقاء الضوء على الأطر النظرية والفكرية لتسويق برامج الدراسات العليا التربوية، والميزة التنافسية للجامعات، ورصد واقع تسويق برامج الدراسات العليا التربوية بكلية التربية - جامعة الإسكندرية، - كنموذج - وتعرُّف أهم المعوقات التي تحول دون تسويق برامج الدراسات العليا التربوية بها، وقد توصلت الدراسة إلي أن واقع تسويق برامج الدراسات العليا التربوية بكلية التربية - جامعة الإسكندرية،  يعاني قصورًا في كثير من الجوانب، وقد انتهت بطرح مجموعة من الآليات الداعمة تفعيل تسويق برامج الدراسات العليا التربوية بالجامعات المصرية.