إن دراسة السلوک الإنتخابي في مصر تبدأ من تلک الأحداث التي شهدها المجتمع المصري بعد ثورة 25 يناير 2012، والمتمثلة في التحولات الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية التي کانت تهدف إلى ترسيخ العملية الديمقراطية التعددية، وإرساء قواعدها، وبذلک کان الإنطلاق في مسار التحول الديمقراطي الذي استلزم تحديد المقومات الأساسية لديمقراطية المشارکة، ودعم استقلالية المبادرة الشعبية في إطار التعددية السياسية، من خلال إنشاء الأحزاب السياسية ، ومؤسسات المجتمع المدني، وبداية التفکير في تنشئة سياسية ديمقراطية ، من شأنها أن تشکل ثقافة سياسية ديمقراطية، وهذا ما عبرت عنه التعديلات التي جاء بها دستور 2014، والذي سمح بممارسة فاعلة وديقراطية حقة ، ولهذا تسعى هذه الدراسة إلى الولوج داخل المجتمع الشبابي الجامعي، ودراسة تأثير العلاقات الإجتماعية فيه على الظاهرة السياسية، فالدراسة في جانبها الميداني تهدف إلى دراسة تأثير العوامل المؤثرة في السلوک الإنتخابي لعينة من طلبة کلية الآداب جامعة کفر الشيخ، من خلال العينة العشوائية البسيطة، وسعت الدراسة إلى إلقاء الضوء على مجمل التفاعلات السياسية الإجتماعية، السياسية الثقافية، والسياسية المکانية، ورصد العلاقة بين البناء الثقافي الحضاري الکلي والسلوک الإنتخابي، مع الترکيز على المتغيرات التالية: يرتبط بعضها بالوعي السياسي -(الثقافة السياسية، التنشئة السياسية، والحملات الانتخابية) - بالإضافة إلى تأثير الظروف الاجتماعية، ومحل الاقامة، من خلال تحقيق هدف الدراسة الرئيس وهو "محاولة التعرف على أنماط السلوک الانتخابي من حيث المفهوم والمحددات والعوامل المؤثرة فيه ،وربطها بمتغيرات الدراسة، وکانت أهم نتائجها مستندة علي مجموعة من العمليات الاحصائية من معامل الارتباط و(ک²) ،والمتوسطات الحسابية ،ومعدل التوافق وصولا الي تحقيق هدف الدراسة ، وکانت أهم نتائجها مدي تأثر السلوک الانتخابي بمجموعة من العوامل، بدرجات غير متماثلة، إذ يتأثر بشکل کبير بالتنشئة السياسية ، والثقافة السياسية ، الحملات الإنتخابية، والظروف الإجتماعية، کما أوضحت الدراسة تراجع تأثير بعض العوامل في السلوک الإنتخابي، وهي القيم الأبوية والإنتماء الحزبي.