يهدف البحث الحالي إلى الوقوف على تصورات وآراء معلمي ومعلمات مادة العلوم عن مدى إمکانية استخدام المختبرات الافتراضية عبر شبکة الإنترنت Online Virtual Labs، وذلک في مقابل المختبرات التقليدية وذلک بهدف اکساب المتعلمين المهارات العلمية. تتزايد أعداد المعلمين الذين يستخدمون المختبرات الافتراضية عبر الانترنت والتي تتواءم مع أحدث المعايير العالمية لضمان مرور المتعلم بخبرات تعليمية تکافيء ما تقدمه المختبرات التقليدية. ومن ثم تمثل الهدف الرئيس من البحث إلى إجراء دراسة حالة کمية لاستقصاء تصورات المعلمين عن جودة وفعالية المختبرات الافتراضية في المدارس الابتدائية. وتقوم تجربة استخدام المختبرات الافتراضية عبر الانترنت على أساس من النظرية البنائية constructivism حيث تسهم المختبرات الافتراضية في إکساب المتعلمين العديد من المهارات - التي تتمرکز على المتعلم بدلاً من المعلم – والتي تتمثل في حل المشکلات، التساؤل، وکذلک اکتشاف الظواهر المختلفة.
ولقد رکز البحث على بيان تصورات معلمي مادة العلوم وآراؤهم في مدى إمکانية استخدام المختبرات الإلکترونية وکذلک جدواها في مقابل المختبرات التقليدية. وتتکون عينة البحث الحالي من ((148 من معلمي ومعلمات مادة العلوم في المرحلة الابتدائية، في مناطق دولة الکويت الستة. ولتحقيق أهداف البحث تم تصميم استبانة مسحية Survey تمثل أداة الدراسة الرئيسة والتي تقيس تصورات وآراء معلمي مادة العلوم في إمکانية استخدام المختبرات الإلکترونية عبر الانترنت في مقابل المختبرات التقليدية في إکساب المتعلمين المهارات العلمية. ولقد راعت الاستبانة المسحية معايير الجيل القادم للعلوم. أضف إلى ذلک تم تصميم نموذج مقابلات شبه موجهة للوقوف على مدى تقبل المعلمين لاستخدام المختبرات الافتراضية. ولقد أفادت استجابات المعلمين على الأسئلة مفتوحة النهاية تفضيل المختبرات الإلکترونية عبر الانترنت على المختبرات التقليدية. ولقد أعرب الغالبية العظمى من المعلمين عن أهمية المختبرات الإلکترونية عبر الإنترنت ومع ذلک أفادوا أنها لا يمکن أن تقدم نفس الخبرات التي تقدمها المختبرات التقليدية ومن ثم لا يمکن أن تحل محلها. وتشير البحوث والتي أجريت لبيان فاعلية المختبرات الإلکترونية عبر الإنترنت أن فعالية اهذه المختبرات لازالت قليلة على الرغم من انتشارها.
ولقد کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة وفق متغيرات العمر/ السن، المؤهل الدراسي، عدد سنوات الخبرة، العبء الدراسي، وکذلک المنطقة التعليمية/ مرکز العمل، في حين لم تکن هناک فروق ذات دلالة وفق متغير النوع. ومن هذا المنطلق، يوصى بإجراء دراسات وبحوث شاملة للتحقق من إمکانية ضمان وصول المتعلمين لمختبرات إلکترونية تتسم بالجودة. ومن ثم توصي الدراسة بضرورة تبني هذه المختبرات الإلکترونية عبر الإنترنت والتي تلهم المعلمين والمتعلمين بتغير اجتماعي لمساعدة المتعلمين في تقييم البرامج التعليمية التي يتم تصميمها لتنمية مهارات التفکير عالية الرتبة وکذلک مهارات حل المشکلات.