يعد اضطراب التوحد أحد الاضطرابات النمائلة الشاملة التي تعد من أکثر مشکلات الطفولة إرباکًا نظرًأ لأنها تتضمن قصورًا في جوانب الأداء النفسي خلال مرحلة الطفولة، ويشتمل هذه النواحي من القصور الانتباه والإدراک والتعلم واللغة والمهارات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين في البيئة المحيطة، هذا بالإضافة إلى المهارات الحرکية. ولقد تزامن ذلک مع انتشار فيروس کورونا المستجد Covid-19 والذي تضمن العديد من حالات الإغلاق والذي فرضته العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي أدى إلى تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية المختلفة الأمر الذي أدى إلى ضرورة تبني إستراتيجيات التعلم الإلکتروني، والتي کان من أبرزها تقنية الشخصية الاعتبارية Avatar. ومن هذا المنطلق، فقد هدفت الدراسة الحالية إلى بيان فعالية بيئة تعليمية قائمة على تقنية الشخصية الاعتبارية Avatar کبرنامج للتدخل المبکر في تنمية المهارات الحياتية والاستقلالية للأطفال ذوي اضطراب التوحد، ومدى استمرار الفعالية للبرنامج التدريبي العلاجي المصمم من خلال التقنية المقترحة بعد التطبيق وفي مرحلة المتابعة. ولقد ضمت عينة الدراسة الحالية (17) طفلاً وطفلة من ذوي اضطراب التوحد بمنطقة الجهراء شمال دولة الکويت ممن تتراوح أعمارهم من (4 – 10) سنوات بمتوسط عمري قدره (8.4) سنوات، والذين تم تقسيمهم إلى مجموعتين إحداهما تجريبية وتتکون من (8) أطفال، ومجموعة ضابطة قوامها (9) أطفال، واستخدام هذا التصميم في إطار المنهج التجريبي، أما الأدوات المستخدمة فقد ضمت اختبار ستانفورد – بينيه للذکاء، ومقياس تقدير أعراض التوحد، ومقياس تقدير المهارات الحياتية والاستقلالية والذي قامت الباحثة على إعداده بالإضافة إلى البرنامج العلاجي القائم على تقنية الشخصية الإعتبارية Avatar. ولقد أظهرت نتائج الدراسة فعالية بيئة تعليمية قائمة على تقنية الشخصية الاعتبارية Avatar کبرنامج للتدخل المبکر في تنمية المهارات الحياتية والاستقلالية للأطفال ذوي اضطراب التوحد. ومن هذا المنطلق، توصي الدراسة الحالية بناءً على النتائج التي توصلت إليها إلى أهمية استخدام تقنية الشخصية الإعتبارية Avatar مع الأطفال ذوي اضطراب التوحد في تعديل السلوک وفي تنمية المهارات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي والمهارات العاطفية والوجدانية.