يمثل التنمر الإلکتروني أحد الأنواع الفرعية التي تنبثق من ظاهرة التنمر التقليدي Bullying، وينظر إليه على أنه توجيه للإيذاء بطريقة مقصودة ومکررة للآخرين باستخدام الوسائل التکنولوجية کالحاسب الآلي والانترنت والهواتف النقالة وغيرها من الأجهزة الإلکترونية، والذي نشأ بصورة متزامنة مع التقدم الهائل في الوسائل التکنولوجية المرتبطة بالتفاعل والتواصل الاجتماعي. ويتمثل الهدف الرئيس من الدراسية في بيان الوصف التفصيلي لسمات وخصائص الشخصية للمراهقين ممن يمارسون التنمر الإلکتروني، کما هدفت إلى بيان استراتيجيات مواجهة التنمر الإلکتروني لدى أفراد عينة الدراسة، ولتحقيق أهداف الدراسة قامت الباحثة بترجمة وتعريب ثلاثة مقاييس رئيسة هي: مقياس "سلوکيات التنمر والتنمر الإلکتروني لدى المراهقين  The Bullying and Cyberbullying Scale for Adolescents (BCS-A) ، مقياس "بيرجين" لإدمان شبکات التواصل الإجتماعية Bergen Facebook Addiction Scale (BFAS) ، إستبيان العوامل الخمس الکبرى للشخصية (المعدل) Big Five Inventory Questionnaire- BFI (Adapted). وتکونت عينة الدراسة من عدد (300) من المراهقين في المدارس الحکومية ومدارس اللغات بمدينة الغردقة. ولقد تبنت الدراسة المنهج التحليلي الارتباطي Descriptive Correlational Research Design والذي يعتمد على تحليل الظاهرة وبيان العلاقات المتبادلة بين عناصرها ومکوناتها الرئيسة. ولقد أظهرت نتائج الدراسة أن معدل شيوع التنمر الإلکتروني لدى أفراد عينة الدراسة کان بمعدل 14.33% وعددهم43 وهم المتنمرين إلکترونياً cyberbully، وکان ما نسبته 28.66% وعددهم 86 ممن کانوا ضحايا لخبرات التنمر الإلکتروني cybervictims، أما من مروا بخبرات مختلطة "متنمر – ضحية" فکانت نسبتهم 28% وعددهم 84، في حين کان من لم ينخرطوا في أي من هذه الممارسات إطلاقاً ما نسبته 29% وکان عددهم 87 فرداً من أفراد عينة الدراسة. ولقد ارتبطت سلوکيات التنمر الإلکتروني بمعدلات مرتفعة من سمات الشخصية السلبية والتي تمثلت في العصبية وانخفاضاً في السمات المرغوبة اجتماعياً والتي تمثلت في الانبساطيةextraversion ، المقبولية الاجتماعية agreeableness، الانفتاح على الخبرةopenness، وکذلک يقظة الضميرconscientiousness . وفي ذات السياق، أظهرت النتائج أن هناک ارتباط دال إحصائياً بين قيام الفرد بسلوکيات التنمر الإلکتروني من ناحية على إختلاف أدوار الفرد سواء متنمر أو ضحية بإدمان استخدام شبکات التواصل الاجتماعية ولاسيما "فيسبوک"،، کما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الثلاث مجموعات المدروسة: ذوي المستوى المرتفع من التنمر الإلکتروني "متنمر"cyberbully، ذوي المستوى المرتفع من الوقوع ضحية لخبرات التنمر الإلکتروني "متنمر عليه"cybervictims، وکذلک من مروا بخبرات مختلطة تتضمن کونهم متنمرين ومتنمر عليهم أو ضحايا في ذات الوقتcyberbully-victims ، تعزي لمتغير النوع وتنحو لصالح الذکور من المراهقين في حين لا توجد فروق دالة إحصائياً تعزي لمتغير نمط التعليم والعمر الزمني.  الکلمات المفتاحية: سمات الشخصية - التنمر الإلکتروني – إدمان شبکات التواصل الإجتماعية– المراهقين