ترکز هذه الدراسة على أحلام المرأة بوصفها حکايات قصيرة ذات نمط سردي له خصائص لغوية وبلاغية ودلالية لها قيمة ثقافية؛ إذ تحوي الحکايةُ عددًا من العناصرِ الاجتماعيَّةِ والنفسيَّةِ التي تُعبِّرُ عن رؤيةِ الشخصيَّة للعالم وتُؤثِّر في استجابة الشخصيَّة وسلوکها. وقد جاء اهتمامي بأحلامِ المرأةِ من منطلقِ الرغبةِ في معرفةِ ما يدورُ في ذهنها في أثناء النوم فتتعلَّق به حال اليقظة، وقد يُؤثِّرُ على تصرُّفاتها اليوميَّةِ سلبًا أو إيجابًا من منطلق الترابطِ بين الحلْم وبين الواقع. وتأتي أهميَّة هذا البحث في أنه يسعى للکشفِ عن المکوِّنِ الثقافي للشخصيَّةِ التي تتعاملُ مع الحلمِ سواء في صياغتهِ اللغويَّة أم في تأويله وعلاقة ذلک بالمعطيات الاجتماعيَّة والبيئة التي تعيش فيها الشخصيَّة. إضافة إلى قلَّةِ الدراسات الأدبية التي تتناولُ الأحلام "المنامات" بصورتها الواقعيَّة. أمَّا اختيار أحلام المرأة فبسببِ کثرتها مقارنةً بأحلام الرجل (حسب بعض الدراسات الإحصائيَّة أن نسبةَ أحلام المرأة التي تُعرض على مفسِّري الأحلام هي سبعون بالمائة)، وهذه الکثرة تطرح أسئلةً حول سيطرة العوامل الاجتماعيَّة والثقافيَّة في التحکُّم في سلوکِ المرأة وتفکيرها.إنّ هذه الدراسة عنيت بأقسامِ الرواة، وصيغ استهلال الحلم التي يستخدمها الراوي، والراوي في أثناء قصّه للحلم، والراوي في نهاية الحلم.