فالشيخ الشعراوى علم من أعلام الدعوة الإسلامية، وإمام فَرض نفسه وحفر فى ذاکرة التاريخ مکاناً بارزاً کواحد من کبار المفسرين وکصاحب أول تفسير شفوى للقرآن الکريم؛ فقد منحه الله تعالى علماً وفيراً وذهناً صافيا وعقلية منظمة، وقدرة هائلة على الشرح والتفسير والإقناع بأسلوب بسيط واضح يعتمد على المقارنات المنطقية والأمثال التى تستوعبها أبسط العقول، فتسابق إلى سماعه العوام قبل العلماء والعلماء قبل العوام، حتى أصبح للشعراوى مدرسته الخاصة فى الفکر والتفسير القرآنى تعلم منها الکثيرون فى جميع أنحاء العالم.      وإذا کان الناس قد وقفوا مواقف شتى تجاه الشعراوى کما جاء فى کتاب حسن حامد ( الشعراوى وخصومه) فإن الحقيقة الواضحة أن الشعراوى قد خلف أثراً واضحاً على الثقافة الإسلامية وجمع حوله قلوب الملايين من محبيه حتى بعد وفاته، کذلک فقد أثرى المکتبة الإسلامية فى العالم کله بمؤلفاته والتى تهتم فى أغلبها بالأسس الإسلامية الداعية إلى بناء شخصية المسلم وتهذيب نفسه وتقويم أخلاقه وبيان معجزات القرآن الکريم فى الکون والإنسان.      لذلک جاء البحث للوقوف على آراء الشيخ الجليل وإسهاماته فى بناء النفس الإنسانية من خلال ترکيزه الکبير فى مؤلفاته على الجانب النفسى للإنسان، عامداً إلى توضيح کل الأساليب والوسائل التى تمکن الإنسان من تزکية نفسه وتربيتها وإصلاحها.