تتبنى الحكومة المصرية استراتيجية التوسع الأفقي في زراعة بنجر السكر وإنشاء مصانع جديدة لتعزيز إنتاجه، في مواجهة التحديات التي تواجه قطاع قصب السكر. ومن أجل تحليل ديناميكيات السوق وتخصيص الموارد بكفاءة في هذا القطاع، اعتمدت الدراسة على نماذج كمية متكاملة تشمل استجابة العرض، والتوازن الجزئي، والبرمجة الخطية، مما يوفر فهما شاملا للسلوك الاقتصادي للمنتجين وهيكل السوق. وأظهرت النتائج أن نمو إنتاج بنجر السكر يرجع أساسا إلى التوسع في المساحة المزروعة، بينما ظلت الإنتاجية الفدانية مستقرة. كما تبين أن منتجي بنجر السكر يتسمون بسلوك كاره للمخاطرة، حيث يستغرقون في المتوسط 7.3 أشهر لاتخاذ قرار بشأن زراعة المحصول مستقبلا. بالإضافة إلى ذلك، فإن سياسات التحكم في الأسعار تؤدي إلى اختلال آليات السوق، مما يساهم في سوء تخصيص الموارد وانخفاض رفاهية المستهلكين. وتبرز دراسة حالة شركة الدلتا للسكر أهمية العوامل التشغيلية والمالية في ضمان استدامة القطاع على المدى الطويل. ولتعزيز نمو صناعة بنجر السكر في مصر، توصي الدراسة بتحسين الكفاءة الإنتاجية، وتطوير رأس المال البشري، وإصلاح السياسات المالية، إلى جانب تبني سياسات تسعير قائمة على التكاليف الحقيقية، وتوجيه الدعم إلى الفئات المستحقة. كما ينبغي أن تركز البحوث المستقبلية على تحسين سلسلة القيمة، وتحليل كفاءة السوق، لتعزيز القدرة التنافسية للقطاع، وتحقيق تسعير أكثر كفاءة، وتعزيز فاعلية السياسات الاقتصادية.