المقدمة:
أدت الأزمات المالية التي حدثت على مستوى العالم خلال العقد الماضي إلى تزايد الانتقادات الموجهة للمعلومات بالقوائم المالية لعدم قدرتها في بعض الحالات على تلبية احتياجات أصحاب المصالح في ظل البيئة الاقتصادية ذات الطبيعة الديناميكية.
والمتتبع لتاريخ المحاسبة يجد أن المهتمين بها من مفكرين ومهنيين قد حاولوا على مر العصور متابعة المتغيرات البيئية كافة ومحاولة تطوير أهداف المحاسبة والأساليب والوسائل المتبعة في القياس والإفصاح المحاسبي للاستجابة لتلك المتغيرات وإشباع احتياجات قراء ومستخدمي القوائم والتقارير المالية من البيانات والمعلومات المحاسبية التي تعكس حقيقة النشاط الاقتصادي في ضوء المتغيرات البيئية المختلفة.
كما إن التطورات في الفكر المحاسبي والتطبيق العملي ارتبطت أساساً ببيئة المشروع من جانبين: الأول من ناحية تأثر النظام المحاسبي من حيث أساليب التسجيل والقياس استجابة للتغيرات البيئية، والثاني استجابة العمليات الخاصة بتجميع المعلومات وتوصيلها لهذه المتغيرات. ولعل من بين المستجدات البيئية التي شهدها القرن الماضي هو زيادة الاهتمام بالبُعد الاجتماعي للشركة أو ما يُعرف بالمسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) Corporate Social Responsibility، فلم يُعد هذا المفهوم مجرد دعوة توجهها الحكومات والمؤسسات الدولية إلى الشركات للقيام ببعض الممارسات الاجتماعية بدافع أخلاقي، بل أصبحت أحد الأبعاد الأساسية في استراتيجياتها التنافسية في ظل العولمة. وكاستجابة طبيعية بدأ المحاسبون والأكاديميون بالاهتمام بما يسمى المحاسبة عن المسؤولية الاجتماعية (SRA) Social Responsibility Accounting.