يعد الفن الجغرافي فن قديم الأزل، حيث تمثل في وسائله البدائیة كالنحت في الجبال أو الرسم على جدران الكهوف، أو رسم بعض المعالم الخاصة بالطرق والاتجاهات والمسافات كي یهتدي بها الإنسان القديم في رحلاته وانتقالاته براً وبحراً، وبعد تطور العلوم الجغرافية والفلكية، واكتشاف أدوات علمية جديدة أصبحت الخريطة أكثر دقة في التعبير عن العالم.

ساهم التطور التكنولوجي والتقني العالي في التصوير في رؤية بنية الكون، مما ساعد في إجراء أبحاث ودراسات عديدة، كما أن التطور المستمر في تقنيات الاستشعار عن بعد ساعد في استكشاف سطح الكرة الأرضية، ومع زيادة الاستكشافات زادت القدرة على تسجيل أعداد لا حصر لها من المرئيات الفضائية أي الصور الرقمية عالية الجودة، والتي تسجل أدق التفاصيل للظواهر على سطح الكرة الأرضية التي يمكن العاملين في مجال فن التصوير من استلهام أعمال تصويرية معاصرة.

إن هذه الدراسة تستهدف توظيف المرئيات الفضائية في الحصول على مشاهد أرضية اختيارية عالية الوضوح المكاني؛ وذلك لاستلهام أعمال تصويرية معاصرة، ويعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي لدراسة جماليات المرئيات الفضائية لخريطة الكرة الأرضية، كما يعتمد على المنهج التجريبي للحصول على أعمال تصويرية معاصرة من تلك المرئيات الفضائية.

و توصل البحث إلى العديد من النتائج المهمة؛ منها أن الاستشعار عن بعد لسطح الكرة الأرضية يمكن أن يضخ ملايين الصور التي تساعد الفنان المصور في ابتكار أعمال متنوعة وفريدة تتوائم مع عصرنا الحديث، كما أن الصور الفضائية متغيرة ومتنوعة لنفس البقعة وعلى مدار السنين المختلفة وذلك للتغيرات التي تحدث لكوكب الأرض، كما يوصي البحث بالتعمق في دراسة وتحليل المرئيات الفضائية لخريطة الكرة الأرضية والاستفادة منها في شتى مجالات الفنون وفي مجال التصوير بصفة خاصة.