عندما تم تقديم مفهوم جودة الحياة عام 1980 كان الهدف هو قياس تأثير المشاكل الصحية على حياة الانسان اليومية ، ومنذ ذلك الحين أصبحت جودة الحياة تستخدم كمصطلح شامل يغطى جميع جوانب حياة الانسان ، مثل الجوانب الفيزيائية ، الصحة العقلية ، الحالات النفسية (المعرفية والوجدانية ) ، العلاقات الاجتماعية ، الاوضاع الاقتصادية ، الجوانب الترفيهية و الحياة المهنية .(Anstasia Efklides et al , 2013 : 1)
جودة الحياة هي مفهوم تكاملي ، يقع عند تقاطع العلوم الإنسانية والاجتماعية والصحة ، فهو يجمع بين فكرة السعادة الفلسفية في الأصل ، مع مفهوم الرفاه الذاتي الناشئ في علم النفس وتلك المتعلقة بالصحة الجسدية والعقلية المنبثقة من علوم طبية . (Oscar Navarro et al , 2017 : 1 )
ويعرفها "موسى الحانوتى" بأنها " ذلك البناء الكلى الشامل الذى يتكون من مجموعة من المتغيرات المتنوعة التى تهدف إلى إشباع الحاجات الاساسية للأفراد الذين يعيشون فى نطاق هذه الحياة .(موسى الحانوتى ، 2016 : 205 )
ويعرفها إبراهيم يونس 2018 " أنها الوعى والادراك الذاتى لنوعية الحياة وطريقة تقييم مجالات الحياة مثل الدخل والتعليم والصحة والعمل والعلاقات وهذا التقييم يظهر أثره على مستوى الرضا عن الحياة والسعادة أو الشقاء ، ويظهر فى تفاعلات الفرد الاجتماعية وأسلوبه فى حل المشكلات ومواجهة الضغوط " . وجودة الحياة فى ظل الصدمات والأزمات هى بمعنى أن يجود الشخص حياته ويحسنها لاقصى ماتسمح به قدراته وطاقته والظروف البيئية المحيطة به وبالتالى فتقاس جودة الحياة بدى تحسين الحياة فى ظل الشروط والظروف حينها يشعر الفرد بالرضا وطيب الحال. (إبراهيم يونس ، 2018 : 106- 119 )
إن جودة الحياة هى احساس الافراد بالسعادة والرضا فى ضوء ظروف الحياة الحالية ، وأنها تتأثر بأحداث الحياة وتغير حدة الوجدان والشعور. (Reine et al ., 2003 : 297) ويعرفها ( السيد كامل الشربينى ، 2007 : 17 ) أنها شعور الفرد بالهناء الشخصى فى مجالات هامة فى حياته فى سياق الثقافة ومنظومة القيم التى ينتمى إليها. وتعرف (بشرى أرنوط ، 2008 ) جودة الحياة "بأنها تلك الدرجة التى يستمتع بها الفرد بالامكانات ذات الاهمية المتاحة له فى حياته فى مجالات الصحة الجسمية ، والعلاقات بالاخرين ، البيئة ، الصحة النفسية ، والصحة الروحية وتحقق له السعادة والرفاهية . (بشرى أرنوط ،2008 :232)