إن التنشئة الأسرية ما هي إلا عملية تفاعل اجتماعي يكتسب فيها الفرد شخصيته حيث تتشكل وتبنى تلك الشخصية، ليتمكن من النمو والتكامل والاتزان مع ذاته ومع مجتمعه الذي يعيش فيه، فالأسرة باعتبارها الوعاء التربوي الذي تتشكل داخله شخصية الطفل يجب أن يسودها الود والتفاهم القائم على المحبة والثقة المتبادلة بين أفرادها والاحترام والتوازن بين شدة الضبط والحرية حتى تنتج شخصية واثقة سوية راشدة.
حيث تجمع الآراء التربوية على الأهمية الكبرى والمشتركة لكل من الأسرة والمدرسة في عمليات التربية والتنشئة وتكوين الشخصيات، أهمية لا يمكن الفصل بينها أو تحديد نسبتها، وأثر كل منها على اعتبار أنها من الوسائط التربوية والاجتماعية التي تعمل بشكل متكامل. فثقة الطالب بنفسه تعتبر مؤشرا على تفوقه في العملية التعليمية، أما ضعف الثقة بالنفس لديه فتجعله يتردد في القيام بمهمة ما أو حل مسألة ما مع أنه في الوقت نفسه قادر على أدائها فلا يكفي أن تكون لدى الطالب معلومات معرفية ومهارات لازمة لأداء العمل بل يجب أن يكون إلى جانب ذلك مؤمنا بنفسه وبقدراته واستعداداته وبأنه قادر على الأداء الجيد. فالتسليح بها يعتبر أمر في غاية الأهمية لحماية الفرد من الشعور بالسلبية والنقص والتردد وعدم الاطمئنان لما يتمتع به من إمكانات وقدرات، ويكون بذلك بداية حتمية للفشل الذي قد يجعله عرضة للاستثارة والشعور بالقلق، مما يؤثر ذلك سلبيا على تحصيله الدراسي بصفة خاصة ومستقبله بصفة عامة. فالثقة بالنفس إذن هي مفتاح النجاح في حياة الإنسان بصفة عامة وحياة المراهق بصفة خاصة، لأن بدونها لن يستطيع أن يحقق أهدافه ولن يتفوق دراسيا أو حياتيا.
ولذلك نجد أن الثقة بالنفس والنجاح وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن أن تذكر النجاح ولا تؤكد على أن هذا الإنسان الناجح يتصف بثقته بنفسه، كما لا يمكن أن نقول أن هناك إنسانا فاشلا يتمتع بثقة في نفسه، فالثقة بالنفس هي السبب الأول للنجاح في الحياة، لأنها تعني اتخاذك مواقف إيجابية في حياتك. (يوسف الاقصري، 2001، 18 )
ولقد شاع استخدام مصطلح الثقة بالنفس بين المتعلمين وغير المتعلمين. على الرغم من افتقار المكتبة العربية إلى الأبحاث والدراسات التي تهتم بهذا المصطلح على حد علم الباحث. كما إن شيوع هذا المصطلح بين العامة من الناس حيث لا يكاد يمر علينا موقف إلا و يذكر فيه هذا المصطلح. فمجرد أن نقول صفة ذم في شخص معين يقول على الفور " أنا واثق من نفسي " جملة نسمعها على الدوام هذا أن دل فإنما يدل على أهمية الثقة بالنفس و ضرورة العمل على غرسها وتنميتها بين الأفراد.