الملخص:
يتعرض الإنسان بشكل متواصل إلى سيل من الإشعاعات الكهرومغناطيسية التى تطارده في كل مكان سواء في العمل أو المنزل، وتزداد غزارة هذه الإشعاعات مع تقدم التكنولوجيا والإتصالات اللاسلكية المتنوعة، حتى إمتلأت السماء بما يشبه الضباب الكهرومغناطيسى "Electrosmog"، وهو عبارة عن سحابة سميكة من الإشعاع الكهرومغناطيسى لا ترى بالعين المجردة تنتج عن إستخدام الكهرباء، والأجهزة اللاسلكية، والعددات الذكية، والمجسات المختلفة، وكاميرات المراقبة، وغيرهم...، ورغم ذلك لا يستطيع غالبية البشر الإحساس بهذه الإشعاعات رغم قدرتها على إختراق كل خلايا جسم الإنسان كما يخترق الضوء النافذة الزجاجية الشفافة، ومن هنا تظهر مشكلة البحث وهى إنتشار هذه الإشعاعات داخل المبانى، مما يتسبب للإنسان في العديد من الأمراض الخطيرة مثل السرطانات، وتغييرات سامة في الحمض النووى، والتأثير السلبى على عمليات التعلم والذاكرة في الدماغ، وإضطراب النوم، بالإضافة إلى التغييرات السلوكية والنفسية، ومن منطلق أن المصمم الداخلى هو المسئول عن خلق الفراغ الصحى الآمن للإنسان؛ لذا يهدف البحث إلى إيجاد إستراتيجيات عملية للحماية من أضرار التلوث الكهرومغناطيسى داخل المبانى، وتتضمن منهجية البحث منهجيين هم المنهج الإستقرائى في البحث عن مفهوم التلوث الكهرومغناطيسى وآثاره الصحية على الإنسان، والمنهج التطبيقى من خلال نموذج تطبيقى لتنفيذ إستراتيجيات الحماية بالفراغات الداخلية.تم التوصل إلى سبعة إستراتيجيات يمكن تطبيقهم في التصميم الداخلى للمبانى للحد من أضرار التلوث الكهرومغناطيسى داخله. يوصي البحث بضرورة إهتمام المصمم الداخلى بأخطار التلوث الكهرومغناطيسى، والعمل على تقليل نسبه داخل المبانى، وأيضاً التوصية بإضافة بند الأمان الكهرومغناطيسى لشهادة ""LEED "Leadership in Energy and Environmental Design"، والمعنية بتحقيق الريادة في المبانى من خلال تصميمات تحافظ على  الطاقة والبيئة وصحة الإنسان.
 
ا