أن الأشغال الفنية تعد جزءا من ثقافة المجتمع لما لها من دور رئيسي وفعال في تغيير الإنسان لحياته وأنواع سلوكه فلا يمكن فصلها عن طبيعة كيان المجتمع الذي تمارس فيه، لذلك فهي وسيلة تربوية وتهذيبية ترسل بأثارها عبر الحدود لتصل إلى توحيد المشاعر وتدفع إلى السمو بالقيم والإحساس بالجمال.
   يعد العنف والإرهاب من الظواهر التي بدأت في الانتشار بشكل كبير في مجتمعاتنا العربية والإسلامية لذا يجب علينا أن نعمل من أجل إيقاف هذا العنف والإرهاب بأي طريقة كانت، ويجب على كل فرد أن يدافع عن نفسه ولا يجعل نفسه عرضه للعنف.
والفن بمعناه الواسع من أهم مصادر تشكيل الوعي الاجتماعي وبالأخص في الحد من ظاهرة العنف مما يساهم في دفع المجتمع لما يعانيه من مشكلات تعوق مسيرته للتحديث والتقدم، انه لما كان الفن وسيلة ترتبط بالمجتمع، يؤثر في الاتجاهات الاجتماعية والقيم وفي سلوك الأفراد والجماعات، وأيضاً كوسيلة من وسائل الضبط الاجتماعي في المجتمع.
   مجال الأشغال الفنية يحمل قيمه الثقافية والاجتماعية الموجودة داخل المجتمع وتكون فكرته الأصيلة وهويته المجتمعية فمن خلال هذه الدراسة ترى الباحثة ان مجال الأشغال الفنية مجالا خصبا في مقاومة ظاهرتي العنف والإرهاب فهي تساعد على تنمية الإحساس بالمشاعر والانفعالات والإحساس بالجمال والانتماء إلى المجتمع ونشر الثقافة والقيم الجمالية وتنمية الوعي والذوق الجمالي بشكل عام فــي البيئة المجتمعية والحضارية، فهذه الدراسة تبين أن الأشغال الفنية تبعد أفراد المجتمع عن العنف والإرهاب ونبذه من المجتمع لبناء الشخصية السوية والارتقاء بوجدان الأفراد وتنمية تذوقهم.