هيَّأ اللهُ –عز وجل- للغة العربية من أسباب الحفظ علماءَ عاملين، بذلوا أوقاتهم وأعمارهم في خدمتها، فجمعوا ألفاظها ورتَّبوها، ووقفوا على تراكيبها ودرسوها، فبَدَتْ لُغةً معرَبَةً مُعْرِبَةً، ذاتَ علومٍ يمدُّ بعضُها بعضًا، ومنها عِلْمُ إعراب القرآن الكريم. ظهر هذا العلم في وقتٍ مبكِّرٍ جدًّا، وكانت نواتُهُ الأولى فيما عُرِف بنقط الإعراب الذي صنعه أبو الأسود الدُّؤَلي (ت: 69ه). ولذا لم يقتصر الاشتغال بإعراب القرآن الكريم على المصنِّفين فيه، بل إنَّك تجدُ عند المفسِّرين والنَّحويِّين عنايةً لا تقِلُّ عنها عند أولئك، معتقدين في ذلك أنَّ "إعراب القرآن أصْلٌ في الشَّريعة؛ لأنَّ بذلك تقومُ معانيه التي هي أصْلُ الشَّرْع", ومن هؤلاء الإمام أبو القاسم السُّهَيلي (ت:581ه) الذي عُرِف بأنَّه النَّحويُّ اللُّغَويُّ ذو الثَّقافة الواسعة والحجَّة العقليَّة المتميِّزة، فقد ضرب بسَهْمٍ في ميدان (إعراب القرآن الكريم)، ونَثَرَهُ في مصنَّفاته في العلوم المختلفة، ضمن جهودِهِ في خدمة كتاب الله العزيز وتفسيرِه. وإنَّ مما استوقفني في إعراب الإمام السُّهيلي لبعض آي القرآن الكريم عنايتَهُ بالقرائن، بأنواعها المختلفة؛ فخصصتها بفصلٍ عنونته بـ(القرائن اللَّفظيَّة والمعنويَّة وأثرها في إعرابات الإمام السُّهيلي في الجامع لتفسيره) من رسالتي التي استكملت بها متطلَّبات درجة الدُّكتوراه من كليَّة الآداب بجامعة الملك فيصل، وعنوانها: (إعراب القرآن الكريم في الجامع لتفسير الإمام أبي القاسم السُّهيلي «ت:581ه» دراسة وتقويم) تحت إشراف أستاذي المفضال الدُّكتور عبد اللطيف جعفر عبداللطيف الرَّيَّح. وكان سؤال الفصل الرَّئيس: كيف وظَّف الإمام السُّهيلي القرائن اللفظيَّة والمعنويَّة في إعراب القرآن الكريم؟ فصَّلت الجواب عنه في ثلاثة مباحث: - المبحث الأوَّل: أنواع القرائن عند السُّهيلي. - المبحث الثَّاني: أثرُ القرائن في التَّرجيح بين الأوجه الإعرابيَّة. - المبحث الثَّالث: أثر القرآن في وجوه من تأويل الآية المعربة وما يترتَّبُ على ذلك من إعراب. وأردتُ من معالجة مادتها الكشفَ عن تعامله مع القرائن اللَّفظيَّةِ والمعنويَّةِ وعن نظرتِهِ إلى السِّياق، لأتبيَّن أثر ذلك في إعرابه القرآن الكريم.
God – Azogil – prepared for her from the reasons for memorizing working scholars, who exerted their time and ages in her service, so they collected her words and arranged them, and stood on their compositions and studied them, so the language seemed Arabized Arabized, with sciences that extend each other, including the science of parsing the Holy Qur'an. This science appeared very early, and its first nucleus was in what was known as the points of expression made by Abu al-Aswad al-Du'ali (d. 69 AH). Therefore, not only working with the expression of the Holy Qur'an on the classifiers in it, but you find when the interpreters and grammarians care no less than when those, believing in it that "the expression of the Qur'an is the origin of the Sharia, because so the meanings that are the origin of the Sharia", and these Imam Abu al-Qasim Al Suhaily (d: 581 e), who was known as a linguistic grammarian with a broad culture and mental argument distinct, he hit with an arrow in the field (parsing the Holy Qur'an), and prose in his works in various sciences, within his efforts In the service and interpretation of the dear book of Allah. What stopped me in Imam Al-Suhaily's expression of some verses of the Holy Qur'an was his attention to the evidence, of all kinds.