فى هذا المقال نقوم بدراسة ظاهرة التجديد المعجمي وتوضيح کيفية توظيفها في المسرح ونرکز أيضاً على دورها الهام في نقل رسالة الکاتب إلى القراء ونلقى الضوء على هذه الظاهرة اللغوية في مسرحية "الفضاء الغاضب" وهى مسرحية ثورية تتبلور فيها عبقرية الکاتب المسرحي فالير نوفارينا والذى يعد ظاهرة استثنائية في مجال المسرح المعاصر وقد أحدث تغييراً جذرياً في مجال اللغة المسرحية.
ومسرحية "الفضاء الغاضب" تعد إحدى أهم المسرحيات في إنتاج فالير نوفارينا وترکز على الوسائل التقنية والفنية الضرورية من أجل تجديد اللغة المسرحية الغير کافية من وجهه نظر الکاتب للتعبير عن متطلبات الحياة المستقبلية وهذه المسرحية توضح الشکل الجديد للغة من خلال مکان غير محدد وخيالي وتظهر هذه العملية من خلال لوحة رائعة يقوم فيها الکاتب بعملية دمج المکان واللغة تسفر عن شکل غير تقليدي للغة المسرحية .
وفى هذه المسرحية يتکشف صراع قوي على المستوى اللغوي مستنداً على عملية دائمة من التحطيم والبناء: التحطيم لکل القيود القديمة للغة الکلاسيکية التقليدية والتي تعيق التعبير من وجهه نظر الکاتب و إرساء قواعد لغة جديدة قائمة على الاختراع والابتکار وهذه اللغة الجديدة تمثل حلقة وصل قادرة على الربط بين الواقع المعاصر و المستقبل ومن هنا جاءت أهمية ظاهرة التجديد المعجمي وهى بالأساس ظاهرة لغوية توضح أهم الاحتياجات اللغوية من وجهه نظر فالير نوفارينا لاحتياجات الإنسانية المستقبلية .