أضحت الدراسات حول الحرب أکثر راواجا في الثقافة الأمريکية و الانجليزية عنها في الثقافة الفرنسية. هذه الدراسة التي تسعي إلى سد هذه الفجوة العلمية تتناول بالبحث الشکل المعاصر لما يسمى بالحرب "غير المتکافئة" وتمثيلها من خلال رواية فريديريک باولين الحرب خدعة و التي تندرج تحت ما يسمي بالروايات السوداء ، والتجسس و البوليسية. يطرح المؤلف في روايته فرضية مغايرة تتعلق بنشأة الإرهاب في فرنسا والتي يردها إلى الاضطرابات الفوضوية التي سببتها الحرب الأهلية أثناء "العشرة السوداء" في الجزائر. تعهد المؤلف طوال روايته المثيرة بإثبات تورط السلطة الجزائرية عن العديد من العمليات الارهابية التي شهدتها فرنسا في تلک الفترة. يهدف هذا البحث إلى القاء الضؤ علي استراتيجيات تبناها الکاتب للکشف عن خدع وأقنعة السلطة الجزائرية في تصعيد حربها علي الارهاب إلي خارج حدودها الإقليمية تحديدا في فرنسا. و يرکز خاصة علي استراتيجية تلاعب السلطة بالجماهير وقدرتها علي تزييف الوعي و طمس الحقائق و الذي يعدو شکل من أشکال إرهاب الدولة حاول الکاتب الإشارة اليه من خلال استراتيجيات أخري. کما ترتکز هذه الدراسة على عدة مناهج بحثية تتعلق بالجغرافيا السياسية ، والحجاج البلاغي ، وتاريخ الأفکار ، وآليات الخدع والفخاخ. أما عن الجديد الذي تأتي به هذه الدراسة اتجاهها إلي إحياء الخطاب حول الحرب الذي أهملته الدراسات في فرنسا ؛ و الحث علي التفکير في الاستراتيجيات التي أهملها منظرو الحرب وإعادة التأکيد علي أهميتها لأنها أصبحت تفرض بالقوة في الحروب المعاصرة ، ألا و هي استراتيجية الخداع في مقابل استراتيجية القوة. إن تضافر هذه النظريات العديدة لتحليل هذه الرواية الجريئة يجعل من هذه الدراسة ، کما نأمل لها ، عملا غير مسبوقا.