إستهدفت الدراسة الحالية التعرف على بعض الخصائص الشخصية والاجتماعية للزراع المبحوثين، و تحليل المستويات الحالية لمکونات السلوک الإروائى المزرعي للزراع المبحوثين، والتعرف على المشکلات التى تواجه الزراع المبحوثين وإحتياجاتهم الإرشادية التعليمية فى مجال ترشيد استهلاک مياه الرى، وأخيراً التعرف على أهم الآثار الاجتماعية والاقتصادية لروابط مستخدمى المياه المدروسة.
وقد أجريت الدراسة بمحافظة کفر الشيخ، وقد تم إختيار مرکز الرياض لإجراء الدراسة الحالية نظراً لأن به أکبر عدد من روابط مستخدمي المياه علي مستوي المحافظة. وقد تم اختيار قريتين من هذا المرکز هما: قرية الوزارية وبها روابط لمستخدمي المياه في إطار مشروع الرى المطور (قرية تجريبية)، وقرية البشاير ولا يوجد بها روابط لمستخدمي المياه (قرية مقارنة). وقد تم إختيار عينة عشوائية بسيطة بلغ عددها 180 مزارعاً من أعضاء روابط مستخدمي المياه بقرية الوزارية، کما تم إختيار عينة عشوائية بسيطة من زراع غير أعضاء في روابط مستخدمي المياه بلغ عددها 75 مبحوثاً بقرية البشاير.
وقد تم جمع البيانات الميدانية خلال ثلاثة شهور متصلة بدأت فى يناير وانتهت فى مارس 2006 باستخدام أسلوب الاستبيان بالمقابلة الشخصية للمبحوثين. واستخدمت في هذه الدراسة عدة أدوات ومقاييس إحصائية وصفية، وذلک لوصف المتغيرات البحثية، وتحليل البيانات المتحصل عليها من الدراسة الميدانية، بما يتفق وتحقيق الأهداف البحثية، وهي التکرارات، والنسب المئوية، والمتوسط الحسابي، والمتوسط المرجح، واختبار "t" للفرق بين متوسطين، واختبار مربع کاى (کا2)، ومعامل إرتباط الرتب لسبيرمان.
وقد توصلت الدراسة لعدد من النتائج من أهمها:
1- أظهرت النتائج أن 1.1% من الزراع المبحوثين من أعضاء روابط مستخدمى المياه المدروسة مقابل 7.2% من الزراع المبحوثين من غير أعضاء روابط مستخدمى المياه کانت سلوکياتهم الإروائية المزرعية فيما يتصل بترشيد استخدام مياه الرى غير صحيحة، فى حين أن 98.9% من الزراع المبحوثين من أعضاء روابط مستخدمى المياه المدروسة مقابل 92.8% من الزراع المبحوثين من غير أعضاء روابط مستخدمى المياه تراوحت سلوکياتهم الإروائية المزرعية المتصلة بترشيد استخدام مياه الرى ما بين الصحيحة لحد ما والصحيحة تماماً. کما أظهرت النتائج وجود فروق معنوية عند مستوى 0.01 بين الزراع المبحوثين من أعضاء روابط مستخدمى المياه المدروسة، والزراع المبحوثين من غير أعضاء روابط مستخدمى المياه فيما يتصل بسلوکهم الإروائى المزرعى المتصل بترشيد استخدام مياه الرى تأتى هذه الفروق لصالح الزراع المبحوثين أعضاء روابط مستخدمى المياه المدروسة.
2- أظهرت نتائج الدراسة أن قيمة معامل ارتباط الرتب فيما يتصل بترتيب الزراع المبحوثين فى أعضاء الروابط مستخدمى المياه، والزراع المبحوثين من غير أعضاء روابط مستخدمى المياه للمشکلات التى تواجههم فى مجال ترشيد استخدام مياه الرى قد بلغت 0.23 وهى قيمة غير معنوية عند مستوى 0.05، وتعکس هذه النتائج وجود فروق بين زراع الروابط والزراع غير الأعضاء بالروابط فى ترتيبهم للمشکلات التى تواجههم فى مجال ترشيد استخدام مياه الرى وهو ما يعکس اختلاف نوعية المشکلات التى تواجه کل نوع من المزارعين، حيث تبين أن الزراع أعضاء الروابط يعانون بشدة من مشکلات تتصل بعدم مطابقة الأعمال الصناعية وشبکة الرى للمواصفات القياسية، وعدم التزام الزراع بالمقننات الموصى بها لکل محصول، وعدم التزام الزراع بمواعيد الرى وفقاً لأدوارهم فى حين لا يعانون من المشکلات المتعلقة بعدم وصول المياه لنهايات الترع الفرعية والمساقى، وعدم عدالة توزيع مياه الرى بين الزراع وهى نفسها المشکلات التى عانى منها بشدة غير الأعضاء بروابط مستخدمى المياه.أعماأع الالتالتاالال
3- أظهرت نتائج الدراسة ان قيمة معامل ارتباط الرتب فيما يتصل بترتيب الزراع المبحوثين من أعضاء روابط مستخدمي المياه والزراع المبحوثين من غير اعضاء روابط مستخدمي المياه لاحتياجاتهم الإرشادية التعليمية في مجال ترشيد استخدام مياه الرى قد بلغت 0.52, وهي قيمة معنوية عند مستوي 0.05 وتعکس هذه النتائج وجود اتفاق بين فئتي المبحوثين فيما يتصل بترتيبهم لاحتياجاتهم التعليمية في مجال ترشيد استخدام مياه الري, حيث اتفق الزراع المبحوثين علي عدة مجالات تعليمية إرشادية منها: فائدة استخدام المياه في زيادة الإنتاجية، وفوائد تحسين خواص التربة الطبيعية والکيميائية بالنسبه للري.
4- أظهرت النتائج أن روابط مستخدمى المياه المدروسة قد حققت تغيراً ملحوظاً فى النواحى الاجتماعية المرتبطة بعملية الرى لدى أعضائها من الزراع المبحوثين، وإن کان هذا التغير معنوياً فيما يتصل بالعلاقة بين المسئولين عن الرى والزراع، والنزاع بين الزراع على تبادل أدوار الرى، والعلاقات بين الزراع وبعضهم البعض.
5- أظهرت النتائج أن روابط مستخدمى المياه المدروسة قد حققت تغيراً ملحوظاً فى النواحى الإقتصادية المرتبطة بعملية الرى لدى أعضائها من الزراع المبحوثين، وإن کان هذا التغير معنوياً فيما يتصل بکل من متوسط تکلفة الرية الواحدة، والتغير في مستوى تکلفة التشغيل والصيانة لمعدات آلات الرى، وغير معنوياً فيما يتصل بمستوى التغير في دخل المزراع.