استهدف هذا البحث بصفة رئيسية تحليل معرفة زراع الخيار بإسلوب المکافحة المتکاملة لحشرة ذبابة المقات فى بعض قرى محافظة البحيرة, وتحديد العلاقة الارتباطية بين المتغيرات المستقلة المدروسة, ودرجة معرفة المبحوثين لهذا الأسلوب, والتعرف على أهم المشکلات التى تواجههم عند تنفيذهم لأسلوب المکافحة المتکاملة لحشرة ذبابة المقات فى محصول الخيار.
وقد وقع الاختيار على ثلاثة مراکز عشوائيا من بين المراکز التى تترکز فيها زراعة للخيار فى محافظة البحيرة, وقد تم اختيار قرية واحدة بکل مرکز تترکز فيها زراعة الخيار, فکانت القرى هى قرية الغيته بمرکز أبو المطامير, وقرية الحدين بمرکز کوم حماده, وقرية قمحة بمرکز الدلنجات, وجمعت بيانات الدراسة خلال شهرى ديسمبر 2011 ويناير 2012 عن طريق الاستبيان بالمقابلة الشخصية من عينة عشوائية من بين زراع الخيار بلغ قوامها 132 مبحوثا وفقا لمعادلة "کريجسى ومورجان", واستخدم فى التحليل الإحصائى کلاً من: الجداول التکرارية، والنسب المئوية, والمتوسط الحسابى, والانحراف المعيارى, والمدى, ومعامل الارتباط البسيط لبيرسون, ونموذج التحليل الانحدارى المتعدد المتدرج الصاعد,. وقد أظهرت النتائج البحثية أن 71.2% من إجمالى المبحوثين يقدرون شدة الإصابة بحشرة ذبابة المقات فى محصول الخيار بالدرجة الشديدة والمتوسطة الشدة، وقد تبين أن حوالى 76.5% من إجمالى المبحوثين لديهم معرفة بدرجة متوسطة ومنخفضة عن أسلوب المکافحة المتکاملة لحشرة ذبابة المقات فى محصول الخيار. وأشارت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية طردية مغزوية عند المستوى الاحتمالى 0.01 بين درجة معرفة المبحوثين بإسلوب المکافحة المتکاملة لحشرة ذبابة المقات فى محصول الخيار کمتغير تابع وبين کل من المتغيرات المستقلة التالية: إجمالى المساحة المنزرعة بمحصول الخيار, ودرجة المشارکة فى الأنشطة الإرشادية, کما تبين وجود علاقة ارتباطية طردية مغزوية عند المستوى الاحتمالى 0.05 بين درجة معرفة المبحوثين بإسلوب المکافحة المتکاملة لحشرة ذبابة المقات فى محصول الخيار کمتغير تابع وبين متغيرى عدد سنوات التعليم, وعدد مصادر المعلومات الزراعية. وقد اتضح أن المتغيرات المستقلة التالية ساهمت إسهاما معنويا فى تفسير التباين الکلى فى المتغير التابع وهى: درجة المشارکة فى الأنشطة الإرشادية, وإجمالى المساحة المنزرعة بمحصول الخيار, وعدد مصادر المعلومات الزراعية, وذلک بنسب 8.6%, 4.8%, 2.7% على الترتيب. وکان من أبرز المشکلات التى تواجه زراع الخيار عند استخدامهم لأسلوب المکافحة المتکاملة لحشرة ذبابة المقات, عدم وجود مبيدات فعالة لمکافحة حشرة ذبابة المقات, وعدم توفير بدائل المبيدات الحشرية, وقصور فى الجهود الإرشادية فى مجال المکافحة المتکاملة لحشرة ذبابة المقات.
المشکلة البحثية:
يعتبر الخيار من محاصيل الخضر الصيفية الرئيسية فى مصر ومع مرور الوقت أصبح من الخضر الهامة على مدار العام لزراعته فى الصوب الزراعية والأنفاق البلاستيکية وترجع أهميته الاقتصادية إلى الأسباب التالية : (1) يعتبر من المحاصيل المربحة للمزارع لقصر الفترة الزمنية منذ زراعة البذور وحتى نهاية الحصاد, (2) ثبات سعر الخيار على مدار العام, (3) توافر الهجن أدى رفع إنتاجية الفدان (4) تقليل الأثر الضار الناتج من الإفراط فى استخدام المبيدات فى الحقل المکشوف (5) إنتاج خيار فى غير موسمه الطبيعى (6) إنتاج محاصيل ذات قيمة إنتاجية وجودة عالية (7) مصدر هام للدخل القومى وفتح نوافذ تصديرية جديدة (عبد السلام وآخرون, 2008, ص: 48)، و(محمد وآخرون, 2009, ص ص : 12-13), کما يعتبر الخيار من محاصيل الخضر المحببة للمستهلک المصرى لاحتوائه على کمية معقولة من الأملاح والفيتامينات, کما أنه مرطب للمعدة وهو من المواد المالئة لها لذلک يفضله مرضى السکر (عبد المنعم وآخرون, 2005-2006, ص:122) .
وتعتبر ذبابة المقات من الآفات الحشرية الهامة والخطيرة على محاصيل الخضر, وبصفة خاصة على محصول الخيار فى مناطق کثيرة من جمهورية مصر العربية، وتؤدى الإصابة بذبابة المقات لثمار الخيار إلى: (1) عدم صلاحية ثمار الخيار للاستهلاک الآدمى نتيجة لإصابتها فى الحقل, (2) نقل الأمراض الفطرية والبکتيرية إلى ثمار الخيار مما يجعل المحصول غير صالح للتداول فى الأسواق المحلية أو للتصدير للأسواق العالمية, (3) وجود إفرازات صمغية صفراء نتيجة وخز أنثى ذبابة المقات لثمار الخيار تؤدى إلى عدم صلاحية الثمار للاستهلاک المحلى, (4) وجود أنفاقا طويلة بنية اللون تؤدى إلى عطب الثمار نتيجة تغذية يرقة ذبابة المقات على لب الثمار وبذورها, (5) انخفاض إنتاجية محصول الخيار, (6) انخفاض سعر محصول الخيار (عبد السلام ، 1993 , ص:180), و(مجلة شمس ، 2000)، و(حسن، 2001, ص: 242), Hill, walla, 1998)), و(عزيزة الجنتيرى ، 2009, ص : 43)، ومنتديات ازرع. کوم http://www.ezr3.com/vb/showthread.php?p=41015
ويحدد کل من: عزيزة الجنتيرى (2009 , ص: 43), و(عبد السلام وآخرون, 2008 , ص: 48)،
ومنتدي نخبة النوادر http://www.alnwadr.com/sheep392 ،
ومنتدي ازرع. کوم http://www.ezr3.com/vb/showthread.php?p=41015
أهم مظاهر إصابة الخيار بذبابة المقات فى: (1) وجود ثقوب دقيقة على سطح الثمرة تغطيها إفرازات صمغية ثم تصفر الثمار وتضمر عندما تشتد الإصابة, (2) التفاف طرف ثمرة الخيار, (3) وجود مناطق طرية فى الثمار ذات لون أصفر باهت تسيل منها إفرازات صمغية مع کرمشة فى الثمار وقد تتعفن أنسجة الثمرة ويصبح لونها بنى .
وقد أوضحت النتائج البحثية إنتشار ذبابة المقات على ثمار محاصيل العائلة القرعية بصفة عامة, وعلى محصول الخيار بصفة خاصة فى العروة النيلية بمحافظات الوجه البحرى والعروة الشتوية بمحافظات الوجه القبلى على الترتيب, حيث تبين لـ عبد السلام (1993 , ص: 18) وجود حشرة ذبابة المقات فى الوادى الجديد وجنوب الدلتا ومحافظات الاسماعيلية والسويس والشرقية, کما أوضح منتدي ازرع. کوم http://www.ezr3.com/vb/showthread.php?p=41015 تعرض محصول الخيار فى العروة النيلية للإصابة بشدة بهذه الحشرة فى مصر الوسطى والمناطق الساحلية خلال شهرى أکتوبر ونوفمبر, وأما فى جنوب الوادى فتشتد الإصابة فى العروة الشتوية خلال شهرى يناير وفبراير, وقد تبين لأحمد (2000) أن ذبابة المقات سجلت أعلى کثافة عددية على محصول الخيار خلال الموسم الخريفى 98-1999 فى شهرى يوليو حتى أکتوبر, وأما فى الموسم الربيعى فظهرت هذه الحشرة خلال الفترة من أوائل يونيو إلى أوائل شهر يوليو حيث سجلت أعلى کثافة عددية على محصول الخيار.
وقد أوضحت دراسة Badr El-Sabah Fetoh(2006, P:16) تواجد وتوزع ذبابة المقات Dacus ciliatus کآفة أعادت الظهور مرة أخرى على نباتات العائلة القرعية Cucusbitaceae حيث ظهرت وسُجلت فى عشر محافظات مصرية خلال الفترة من 2002 حتى 2004 محدثة أضرار خطيرة على الخيار والقثاء والکوسة والکنتالوب والبطيخ واللوف فى محافظات البحيرة والإسماعيلية والقليوبية والشرقية والمنوفية والجيزة والفيوم وبنى سويف وأسوان وشمال سيناء.
ومما لاشک فيه أن إصابة المحاصيل الزراعية بالآفات الحشرية هى أحد العوامل المسئولة عن تدهور الغلة المحصولية, وإن المکافحة المتکاملة للآفات يمثل هدفا استراتيجيا وذلک بغرض حماية المحصول المنزرع بتکلفة اقتصادية مناسبة تمکن المزارع من الحصول على ربح مناسب وضمان دوام المکافحة بالتخطيط السليم والتطبيق الواعى, بالإضافة إلى محاولة تجنب المشاکل الخطيرة التى صاحبت الاستخدام الواسع للمبيدات (موافى, وخضر, 2008 , ص: 137), ويعنى مفهوم المکافحة المتکاملة للآفات integrated control الاستخدام الأمثل لطرق المکافحة المتاحة لتعطى أعلى فائدة ممکنة مع أقل ضرر للإنسان وبيئته المحيطة.
وتحدد الکتابات الخاصة لکل من وزارة الزراعة (1982-1983, ص ص: 354 -355), وعبد السلام (1993, ص: 181), ومجلة شمس (2000), وحسن (2001 , ص : 244), والحورى (2006), وسيد (2006), وعزيزة الجنتيرى (2009 , ص ص :43-44), وفراج (2011, ص: 43), Qureshi ,Hussain(1992, P:150),
ومنتدي نخبة النوادر http://www.alnwadr.com/sheep392 ،
ومنتدي ازرع. کوم http://www.ezr3.com/vb/showthRead.php?p=41015
أسلوب المکافحة المتکاملة لذبابة المقات فى محصول الخيار هى: أولا: المکافحة الزراعية وتتمثل فى : (1) عزيق وتشميس الأرض لقتل طور العذراء لذبابة المقات, (2) التخلص من مصادر العدوى مثل الحشائش داخل مزارع الخيار, (3) الاعتدال فى التسميد الأزوتى, (4) زيادة التسميد بالکالسيوم والبوتاسيوم لزيادة صلابة قشرة ثمار الخيار, (5) الاعتدال فى الرى وانتظامه على فترات متقاربة, (6) عدم زراعة خضروات داخل مزارع الخيار, (7) جمع الثمار التالفة وإعدامها حرقا بما فيها من يرقات, (8) إتباع دورة زراعية مناسبة, حيث لا تصيب هذه الحشرة الا ثمار القرعيات, (9) الزراعة المبکرة للخيار, ثانيا: استخدام بدائل المبيدات وتتمثل فى: (1) استخدام المصائد الفرمونية لمنع دخول حشرة ذبابة المقات إلى الحقل, (2) استخدام الألواح الصفراء اللاصقة, (3) استخدام مانعات التغذية, (4) استخدام مانعات الإنسلاخ, ثالثا: طرق المکافحة الکيماوية: ويقصد بها استخدام المبيدات الکيماوية للوقاية من انتشار ذبابة المقات فى الخيار وذلک لقتل الحشرات الکاملة قبل وضع البيض, ويفضل استخدامها عندما تصل نسبة العقد 50% من ثمار الخيار بأحد المبيدات الموصى بها.
مما سبق يتضح أهمية تطبيق أسلوب المکافحة المتکاملة على محاصيل الخضر, وهذا جعل هناک توجه واهتمام من الأجهزة المعنية بوزارة الزراعة لتطبيق هذا الأسلوب على المحاصيل الزراعية المختلفة حيث يتم ترشيد استخدام المبيدات وتقليل أضرارها للمحافظة على البيئة بجميع مکوناتها من التلوث (عماره, 1997 -1998, ص: 97), وحتى يتمکن الجهاز الإرشاد الزراعى من أحداث التغيرات المرغوبة فى معارف الزراع وفى تنفيذهم لها, فإن رسالته يجب أن توجه لمقابلة احتياجاتهم, حيث تبدأ بتحديد مستوى معرفة الزراع وقدرتهم على تنفيذ الممارسات المطروحة (سويلم, ص ص: 211 – 213), وخاصة أن تطبيق المعرفة هو المحدد الأساسى لنجاح العملية الإرشادية وتحقيق الکفاءة الإنتاجية (عبد الوهاب, 1998, ص : 7).
وفى ضوء ما سبق، وما أوضحته نتائج الدراسات والبحوث من خطورة حشرة ذبابة المقات على إنتاجية محصول الخيار کماً ونوعاً، ونظراً لأهمية محصول الخيار الاقتصادية، وندرة الدراسات الإرشادية فى مجال المکافحة المتکاملة لحشرات محاصيل الخضر بصفة عامة ومحصول الخيار بصفة خاصة، وأهمية تطبيق المعرفة فى نجاح العمل الإرشادى، لذلک ترکزت مشکلة البحث فى محاولة للإجابة على التساؤلات البحثية التالية: ما درجة معرفة زراع الخيار بإسلوب المکافحة المتکاملة لحشرة ذبابة المقات؟ وما هى المتغيرات المؤثرة على درجة معرفتهم بإسلوب المکافحة المتکاملة لحشرة ذبابة المقات؟ وما هى أهم المشکلات التى تواجه زراع الخيار المبحوثين عند تنفيذهم لإسلوب المکافحة المتکاملة لحشرة ذبابة المقات.